أخطاء فى قراءة سورة الفاتحة تبطل الصلاة - كيفية قراءة سورة الفاتحة أسباب النزول ووقت النزول وأسماء سورة الفاتحة
سورة الفاتحة شرعها الله عزّ وجل لعباده في كل ركعة من كل صلاة ؛ فيقرأها المسلم سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة على الحد الأدنى، وأكثر من ضعف ذلك إذا هو صلى السنن وإلى غير حد إذا هو رغب في أن يقف بين يدي ربه متنفلاً، غير الفرائض والسنن. ولا تقوم صلاة بغير هذه السورة، فما السر وراء سورة الفاتحة، وما فضلها، وما هي مقاصدها؟
نجيب على هذه الأسئلة وغيرها في الس سورة الفاتحة
سورة الفاتحة هي أول سور القرآن
ترتيباً لا تنزيلاً. وهي سورة مكية
كما روي عن ابن عباس رضي الله
عنهما، وروي عن عطاء بن يسار وغيره أنها
مدنية
ورُوي أنها نزلت مرة بمكة حين فُرضت الصلاة، وبالمدينة أخرى حين
حُوِّلت القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام.
عدد آياتها سبع مع البسلمة، وهي أول سور ترتيباً في القرآن
الكريم،وموقعها في الجزء الأول، من الحزب الأول، في الربع الأول، وقد نزلت بعد سورة المدثر، وتبدأ بالحمد والثناء، ولم يذكر لفظ
الجلالة الله إلا مرة واحدة في الآية الأولى.
وقت نزول سورة الفاتحة
وقت نزول سورة الفاتحة ، سورة الفاتحة هي أوّل سورة في ترتيب سور القرآن الكريم، ولها عدّة أسماءٍ، وتمتاز بالكثير من الفضائل التي اختصّها الله تعالى بها عن سائر سور القرآن، ولقد اختلف العلماء في تحديد وقتٍ دقيقٍ لنزول سورة الفاتحة؛ فقيل إنّها نزلت في مكّة، وقيل في المدينة المنورة، وقيل نزلت مرّتين مرّة في مكّة ومرة في المدينة؛ ولذلك سمّيت سورة المثاني، ولكنّ أرجح الأقوال أنّها سورة مكّيّة، والدّليل على ذلك أنّ آية وردت في سورة الحجر هي : «وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ»، والمقصود بالسّبع المثاني سورة الفاتحة، وسورة الحجر سورةٌ مكيّة بلا خلاف؛ فاستدلّ بذلك على أنّ سورة الفاتحة سورةٌ مكيّةٌ.
أسماء سورة الفاتحة
أورد العلماء والمفسرون للفاتحة أسماءً كثيرة لُوحظ في كل اسم منها معنى مِن معانيها، وفائدة من فوائدها؛ نذكر هنا بعض الأسماء، ومنها :
- ١ الصلاة
للحديث القدسي: قال الله تعالى: “قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد: الحمد الله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي…. " رواه مسلم.
٢ - الحمد
وذلك لذكر الحمد فيها.
٣ - فاتحة الكتاب
عن أبي
هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “هي أمُّ القرآن، وهي
فاتحة الكتاب وهي
السَّبع المثاني”.
وإنما
سمِّيَت فاتحة الكتاب لأنه يفتتح بكتابتها في المصاحف، فهي فواتح لما يَتلوها من
سور القرآن في الكتاب والقراءة،
والتعليم، والصلاة.
وقيل:
لأنها أول سُورة نزلت، وقيل: لأنها أول سورة كُتبَت في اللوح المحفوظ.
- ٤ أم الكتاب وأم القرآن
وجوز هذا الاسم الجمهور، إلا أن ابن سيرين
كره أن تسمَّى أم الكتاب، وكره الحسنُ أن تسمَّى أم القرآن ووافقهما
بقيُّ بنُ مخلد؛ لأن أمَّ الكتاب هو اللوح المحفوظ، قال تعالى:
(وَعِنْدَهُ
أُمُّ الْكِتَابِ) وقال: (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ
حَكِيمٌ).
قال
السيوطي بعد ذلك: وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسميتُها بذلك؛ فأخرج الدارقطني
وصحَّحه
مِن حديث أبى هريرة مرفوعًا: إذا قرأتم
الحمدَ، فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإنها أم الكتاب وأم القرآن والسبع
المثاني، بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها.
٥ - السبع المثاني
روى الإمام
أحمد، عن أبى هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( هي أمُّ
القرآن، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم) وسمِّيَت بذلك لاشتمالها على
المعاني التي في القرآن.
أما
تسميتُها سبعًا، فلأنها سبع آيات، وقيل: فيها سبعة آداب في آية أدب، وفيه بُعد.
- ٦ القرآن العظيم
وذلك لما رواه الإمام أحمد، عن أبى هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هي أمُّ القرآن، وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم.
- ٧ الشافية
لأن اللديغ شفي بها عندما رقاه أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد.
٨ - الكافية.
لأنها تكْفي في الصلاة عن غيرها، ولا يكْفي عنها غيرُها.
سبب نزول سورة الفاتحة
يعود سبب نزول سورة الفاتحة إلى ما
رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
ففي حادثة وقعت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وورقة بن نوفل،
فيقول فيها أبو ميسرة: بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
برز سمع منادياً يناديه: يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هارباً؛ فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما
يقول لك، قال : فلما برز سمع النداء: يا محمد
فقال :لبيك، قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمداً رسول الله ثم قال: قل: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم
الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب.
مكانة سورة الفاتحة بين السور
· أنها أعظم سورة في القرآن العظيم
ودليل ذلك ما رواه البخاري وأحمد وأبو داود وغيرهم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد بن المعلي رضي الله عنه: “لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؛ فقال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
· قراءتها ركن من أركان الصلاة بخلاف غيرها من السورة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.
· سورة الفاتحة أول سورة افتتح بها المصحف الشريف، ولذا سميت بفاتحة الكتاب.
· لم ينزل في التوراة ولا الإنجيل سورة مثل سورة الفاتحة ولا أعظم منها
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن. رواه النسائي والترمذي وأحمد
ما تضمنته سورة الفاتحة
حوت سورة الفاتحة معاني القرآن العظيم،
واشتملت على مقاصده الأساسية
فهي تتناول
أصول الدين وفروعه، العقيدة، والعبادة، والتشريع، والاعتقاد باليوم الآخر،
والإيمان بصفات الله الحسنى، وإفراده بالعبادة، والاستعانة، والدعاء والتوجه إليه
سبحانه بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إليه بالتثبيت على
الإيمان ونهج سبيل
الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين
وفيها
الإخبار عن قصص الأمم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء، ومنازل الأشقياء،
وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه.
وذكر ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين
بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، أن سورة
الفاتحة بُنيت على الإلهية والربوبية، والرحمة.
والحمد
يتضمن الأمور الثلاثة، فهو المحمود في إلهيته، وربوبيته، ورحمته.
كما تضمنت
السورة إثبات المعاد، وجزاء العباد بأعمالهم، وتفرد الرب سبحانه بالحكم إذ ذاك بين
الخلائق، وكون حُكْمُه بالعدل.
وتضمنت
إثبات النبوات. وتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة؛ توحيد العلم والاعتقاد، وتوحيد
الربوبية، وتوحيد الإلهية.
الدروس المستفادة من سورة الفاتحة
· الثناء على الله تعالى بما هو أهله وتمجيده وتعظيمه
وهذا يؤخذ من قوله الله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ· إثبات سلطان الله تعالى على جميع المخلوقات في الأرض والسموات
· وأنه المربي لهم والمتصرف في أمرهم والمالك لنواصيهم
وهذا يؤخذ من قوله تعالى: رَبِّ الْعَالَمِينَ.· اتصاف الله تعالى بصفة الرحمة وأنه الرحمن الموصولة رحمته لعباده
وهذا يؤخذ من قول الله تعالى: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.· إفراد الله تعالى بالعبادة والاستعانة
وهذا يؤخذ من قول الله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُأي نعبدك ولا نعبد سواك، ونستعين بك ولا نستعين بسواك.
فضل سورة الفاتحة
ورد في فضل سورة الفاتحة بعض الأحاديث، منها:
· عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم، قال:
قُسّمت
الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال
الله تعالى: حمدني عبدي وإذا قال : الرحمن الرحيم قال الله تعالى: أثنى علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين، قال:
مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي
فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال:
هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل،
فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل.
· روى البخاري عن سعيد بن المعلى، قوله
صلى الله عليه وسلم:
لأعلمنك
سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن
يخرج، قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن.؟
قال: الحمد لله رب العالمين” هي
السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
· عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال:
كان رسول الله – صلى الله عليه
وسلم – في مسير له فنزل، ونزل رجل من أصحابه إلى جانبه فالتفت إليه فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن؟فتلا عليه: الحمد لله رب العالمين
· روى مسلم في صحيحه، عن ابن
عباس رضي الله عنهما، قال:
بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع
نقيضاً من فوقه، فرفع رأسه
فقال: هذا باب من السماء فُتح
اليوم، ولم يُفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض،
ولم ينزل قط إلا اليوم، فسلم،وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم
يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ
بحرف منها إلا أعطيته.
· عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال:
قال رسول الله – صلى الله عليه
وسلم -: أوتي موسى – عليه السلام – الألواح، وأوتيت المثاني
أسرار سورة الفاتحة
سورة الفاتحة، فاتحة القرآن الكريم، من
أعظم سور كتاب الله عزّ وجلّ ،حيث ورد في
ذكر فضلها الكثير من الأحاديث النبويّة الصّحيحة، التي تُشير إلى فضائلها وأثرها
في شفاء الأمراض ،وقد
استخدمها الصّحابة رضوان الله عليهم للرّقية والاسترقاء
ومن
الأحاديث التي جاءت في ذكر فضل سورة الفاتحة ما رُوِي عَن أبي سعيد بن المعلَّى
رضي اللَّه عنه، قَال:كُنْتُ
أُصَلِّي فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ
أُجِبْهُ حَتَّى صلّيت،قال:
فأتيته، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي؟ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي،
قَالَ: ألم
يقل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُوا للَّهِ
وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ)؟
ثُمَّ
قَالَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ
مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ:
فَأَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لأعلمنَّك أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ، قَالَ:
نَعَمْ (الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي
وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ
أخطاء في قراءة الفاتحة تبطل الصلاة .. ابتعد عنها
يقع
البعض في أخطاء
في قراءة الفاتحة تبطل الصلاة .. وأكد
الفقهاء أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، ومن يتركها متعمدًا تبطل صلاته،
وتوجد أخطاء لا تبطل العبادة وأخرى تفسدها، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
«لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»
وهناك عند قراءة سورة الفاتحة من يطيل في الضم، فيقول: "نعبدو"، وهذا
خطأ، 4-
عدم تشديد الياء
في قوله تعالى: ﴿ إيَّاك ﴾، فيقول: "إيَاك"،والفرق بينهما: أن التشديد تخصيص لله، ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾؛ أي: "يا رب، لا نعبد إلا أنت، ولا نستعين إلا
بك"، وبدون تشديد: "إياك" هو ضوء الشمس؛ أي: إننا نعبد ضوء الشمس،
ونستعين بضوء الشمس.
ومن
أخطاء عند قراءة
سورة الفاتحة 5-
إبدال الطاء:
"تاء" في قوله تعالى: ﴿ الصراط ﴾، فيقول: اهدنا الصراتَ. 6- إبدال الصاد: "شين" في قوله تعالى: ﴿
الصراط ﴾، فيقول: "الشراط"، 7- إبدال
السين: "صاد" في قوله تعالى: ﴿ المستقيم ﴾، فيقول: "المصتقيم"، 8-
إبدال التاء:
"طاء" في قوله تعالى: ﴿ المستقيم ﴾، فيقول: "المسطقيم"،9- إبدال الذال:
"زاي" في قوله تعالى: ﴿ الذين ﴾، فيقول: "الزين"، 10-
ضم التاء في
قوله: ﴿ أنعمتَ ﴾، فيقول: "أنعمتُ"، وهذا خطأ فادح، 11- عدم المد في كلمة: ﴿ الضالين ﴾، فيقول:
"الضالين" بدون مد.
أخطاء في قراءة الفاتحة تبطل الصلاة
اللحن أثناء قراءة القرآن قسمان: لحن يُغيّر المعنى المقصود، وعلى المصلى أن ينتبه إليه أثناء قراءة سورة الفاتحة، مثلًا للحن الجلي كأن يقرأ: «صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ» فيقول: «أنعمتُ»! بضم التاء فكأنه يقول -المصلي- أنا من أنعم عليهم، لأن التاء المضمومة هي للمتكلم، أو أن يقرأ «أنعمتِ»! بكسر التاء، فكأنه يقول للمخاطبة المؤثنة أنتِ التي تنعمين عليهم، وهذا خطأ عظيم، ومن صور اللحن الجلي أيضًا عند قراءة الفاتحة أن يقرأ «إياكِ» بكسر الكاف بدلًا من فتحها «إياكَ» وهذا خطأ عظيم، يبطل الصلاة، لأنه يغير المعنى المقصود من الكلمة.
أما اللحن الخفي فيكون في أحكام التلاوة -التجويد- وهذا النوع لا يغير معنى الكلمة ،وسماه العلماء خطأً خفيًا لا يعرفه إلا المهرة من القراء الذين درسوا أحكام التلاوة، منوهًا بأن اللحن الخفي كأن يقرأ دون أن يمد الكلمة، ففو قرأ إنسان فقال: «من السماء ماء»، ولم يمد كلمة سماء، فهل غير المعنى؟، لا فالمعنى لا يتغير فتكون الصلاة صحيحة.
التفسير الميسر تفسير سورة الفاتحة
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
سورة
الفاتحة سميت هذه السورة بالفاتحة; لأنه يفتتح بها القرآن العظيم, وتسمى المثاني;
لأنها تقرأ في كل ركعة, ولها أسماء أخر. أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به,
(اللهِ) علم على الرب -تبارك وتعالى- المعبود بحق دون سواه, وهو أخص أسماء الله
تعالى, ولا يسمى به غيره سبحانه. (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة الذي وسعت رحمته
جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) بالمؤمنين, وهما اسمان من أسمائه تعالى، يتضمنان إثبات
صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله.
الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
(الحَمْدُ
للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه
الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو
المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه
بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.
الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ (3)
(الرَّحْمَنِ)
الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ), بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله
تعالى.
مَالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ (4)
وهو
سبحانه وحده مالك يوم القيامة, وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه
الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر, وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل
الصالح, والكف عن المعاصي والسيئات.
إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
إنا
نخصك وحدك بالعبادة, ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا, فالأمر كله بيدك, لا يملك
منه أحد مثقال ذرة. وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من
أنواع العبادة كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده, وفيها شفاء القلوب
من داء التعلق بغير اله, ومن أمراض الرياء والعجب, والكبرياء.
اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
دُلَّنا,
وأرشدنا, ووفقنا إلى الطريق المستقيم, وثبتنا عليه حتى نلقاك, وهو الإسلام، الذي
هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته, الذي دلّ عليه خاتم رسله
وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم, فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه.
صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا
الضَّالِّينَ (7)
طريق
الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين, فهم أهل الهداية
والاستقامة, ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم, الذين عرفوا الحق ولم يعملوا
به, وهم اليهود, ومن كان على شاكلتهم, والضالين, وهم الذين لم يهتدوا, فضلوا
الطريق, وهم النصارى, ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض
الجحود والجهل والضلال, ودلالة على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام, فمن
كان أعرف للحق وأتبع له, كان أولى بالصراط المستقيم, ولا ريب أن أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام, فدلت الآية على
فضلهم, وعظيم منزلتهم, رضي الله عنهم. ويستحب للقارئ أن يقول في الصلاة بعد قراءة
الفاتحة: (آمين), ومعناها: اللهم استجب, وليست آية من سورة الفاتحة باتفاق
العلماء; ولهذا أجمعوا على عدم كتابتها في المصاحف.
كم عدد حروف سورة الفاتحة
حدث خلاف حول عدد الأحرف التي تتكون منها آيات سورة الفاتحة، حيث انقسمت الآراء إلى قولين أولهما أن عدد أحرفها بلغ مئة وثلاثةَ عشر حرفاً، في حين بلغت بالرأي الآخر مئة وثلاثةٌ وعشرون حرفاً، وقد ذهب علماء الإسلام إلى أن سورة الفاتحة بغير البسلمة تتضمن إحدى عشر شدة ويجب بيان هذه الشدات والإتيان بها لكي تصح الصلاة، كما وتعتبر هذه الشدات من بين أحرف الفاتحة.
عدد آيات سورة الفاتحة
الرأي الأول للفقهاء في عدد آيات الفاتحة
يتفق الفريق الأول من الفقهاء على أن سورة الفاتحة تبلغ آياتها سبع
آيات مع البسملة، إذ تصبح البسملة واحدة من بين آياتها، وعلى ذلك تبدأ سورة
الفاتحة بـ(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ)، وهو المتفق عليه من قبل
قراء مكة والكوفة، وفد تبنى ذلك الرأي الإمام الشافعي رحمه الله، بحيث تصبح قراءة
الفاتحة على النحو التالي:
· الآيةُ
الأولى: بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
· الآيةُ
الثانية: الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
· الآيةُ
الثالثة: الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ.
· الآيةُ
الرّابعة: مَالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ.
· الآيةُ
الخامسة: إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
· الآيةُ
السادسة: اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
· الآيةُ
السابعة: صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا
الضَّالِّينَ.
الرأي الثاني للفقهاء في عدد آيات الفاتحة
اتفق الفريق الثاني من الفقهاء حول عدد آيات سورة الفاتحة على أنها
بلغت سبع آيات بغير البسملة، حيث تبدأ الفاتحة بآية الحمد في قوله تعالى
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وقد قرأ بذلك الكثؤير من قراء مكة
والكوفة، وممن تبنى ذلك القول من الفقهاء الإمام أبو حنيفة، والإمام مالك رحمة
الله عليهم، وعلى ذلك تكون قراءة سورة الفاتحة على النحو التالي:
· الآيةُ
الأولى: الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
· الآيةُ
الثانية: الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ.
· الآيةُ
الثالثة: مَالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ.
· الآيةُ
الرّابعة: إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
· الآيةُ
الخامسة: اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
· الآيةُ
السادسة: صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ.
· الآيةُ السابعة: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ.